الأربعاء، 15 يناير 2014

عدالتنا الاجتماعية إلى أين ؟؟؟؟
أتى قبل أيام وطلب جائزته التي فاز بها من أحد برامج المسابقات لدينا فاعتذرت له لأنه جاء متأخرا عن موعد تسليم الجوائز لكني قمت بالتساهل معه وأخبرته بأن يأتي باليوم التالي ليستلم جائزته وعند قدومه باليوم التالي اعتذرت له مرة أخرى وذلك بسبب عدم وجود ختم الإذاعة على كوبون جائزته أعترف قمت بالتقصير ونسيت وضع الختم عليه وطلبت منه مرة أخرى  أن يأتي في اليوم التالي وفعلا أتى في اليوم التالي لكنه كان مضطرا للانتظار قليلا لأنني كنت مشغولة وانتظر ...... أثناء انتظاره بمكتبي بدأ بالحديث معي ورغم انشغالي الشديد إلا أنني استمعت له وكنت خير مستمع له أخبرني عن قصته بل دعونا نقول عن معاناته بهذه الحياة ............ هو فاقد لجزء كبير من بصره رغم أنه يرتدي نظارات طبية ويعاني من أمراض الضغط والسكري تزوج بفتاة تكبره بخمس سنوات ولديه منها طفلة تعاني من عيب خلقي بالقلب وأمراض أخرى وينتظر مولودا جديدا بعد عدة أشهر وقالوا له الأطباء أن هناك احتمال كبير بأن يكون المولود الجديد يعاني من أمراض تماما مثل أخته ..... زوجته تلك المرأة التي تفتقد للإنسانية  تستغل ضعف بصره ومرضه بالسكري والضغط وتقوم بضربه وليتها تكتفي بذلك فهي أحيانا تقوم باستدعاء أخوتها ليساعدوها بضرب هذا الإنسان الضعيف بل وتقوم أيضا بإهانته أمام الآخرين ولا يستطيع أن يقوم بإسكاتها أو حتى أن يقوم بمثل عملها المشين أمام الآخرين ويكتفي بالصمت وعندما قلت له أنت إنسان له كيان وله حقوق وواجبات قم بالشكوى عليها أو بعمل شيء يضع لها حد !! نظر إلي وعيناه كانت قد أغرقتا بالدموع وقال لي من سيدافع عني عند هجومها هي وأخوتها علي ؟؟؟؟ في هذه اللحظة تساءلت بيني وبين نفسي أين العدالة الاجتماعية ؟؟ أين الإنسانية ؟؟؟ أين وأين وأين ؟؟؟؟؟؟؟ كثير من الأسئلة التي دارت بذهني بذلك الوقت وتمنيت أن أكون من هؤلاء الأشخاص اللذين يتحكمون بتطبيق العدالة الاجتماعية بحياتنا ....... حديثنا لم يدم أكثر من عشر دقائق لكني شعرت بأنني تحدثت معه لعشر ساعات ... استلم جائزته ومضى بطريقه دون أن يعلم وقع كلامه على نفسي وكيف أنني تمنيت أن أصرخ وأقول لمجتمعي استيقظ من غيبوبتك الاجتماعية ........في النهاية هو استلم جائزته ومضى بطريقه وأنا مضيت بتفكيري بقصته علني أفهم هذا المجتمع وأفهم سبب عدم تطبيقنا للعدالة الاجتماعية  ........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق