الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

أميري



التقينا ككل مرة وضحكنا وتكلمنا وفي نهاية لقاءنا بكينا ..... كنا في لقاء عائلي نضحك ونتكلم ونتذكر فجأة انسحبت أنت من هذا اللقاء وذهبت لمكاننا المفضل وبعثت رسالة لي على هاتفي النقال " أريد رؤيتك وحالا أخرجي لمكاننا المفضل " لم أستطع الخروج بالبداية وبعثت لك بالرد " لا أستطيع فالكل سينتبه وأنت تعلم بأنهم يعلموا بانتهاء علاقتنا وخروجي وراءك سيجعلهم يشكون بنا " لم يقنعك الجواب أبدا وبسرعة البرق بعثت الرد " ينتبه من ينتبه ويتكلم من يريد لم أعد أهتم لأحد أريدك بالحال في مكاننا المفضل " خرجت ولحسن حظنا لم ينتبهوا بأني خرجت لانشغالهم بالكلام والضحك والذكريات ...... عندما وصلت لمكاننا المفضل مررت بكل ذكرياتي معك .. سنين ونحن نلتقي سرا بهذا المكان ورغم أنه مكان مكشوف إلا أننا أسميناه المكان السري .. تذكرت حين أوشك ابن أختك وأخي الصغير على كشف هذا المكان وكيف أخفتهم وقلت لهم لا تذهبوا لهناك فهناك وحش يأكل الأطفال .... تذكرت كل خلافاتنا في هذا المكان وكل اتفاقاتنا وخططنا ..... جلست وبدأت بالكلام ولكن ليس كعادتك فبالعادة تبدأ بسؤالي عن أحوالي وأخباري لكن هذه المرة قلت لي اشتقت لكِ ولهذا المكان اشتقت لأن تعانديني وأغضب اشتقت لأن أنظر بعيناكِ بكل ثقة اشتقت لأن أنتظرك هنا اشتقت لضحكتكِ ولضحكتي اشتقت لكل شيء يخصنا لوحدنا .. صدمتني باشتياقك ولربما كان اشتياقي أكبر وأكثر من اشتياقك لكنني كابرت وقلت لك أنا لم أشتاق لك ولا أريد أن أشتاق .. نظرت لي وقلت لا بأس كابري براحتك وتابعت كلامك تعلمين لم أحب فتاة مثلكِ ثم قلت لي اقتربي قليلا مني اقتربت فوضعت يدك على بطني وقلت لم أتمنى بيوم طفلا إلا منكِ لم أرد أن أموت إلا بين يديكِ ابتعدت عنك وقلت من أحبهم قلبك كثر ومن لمستهم قبلي وبعدي أيضا كثر لذا لا داعي لكلامك في هذه اللحظة وعند تفوهي بهذه الكلمات نظرت بكل استغراب لي وقلت أأنتِ واثقة من هذا الكلام ؟؟ أجبتك نعم ..... بعد ثواني من الصمت بدأت تبكي وبحرقة ولم تتفوه بكلمة واحدة فما كان مني إلا أن حضنتك وقلت لم أحب غيرك ولن أستطيع أنت كل دنيتي وحياتي أنت أميري وصديقي وأخي وحبيبي وزوجي وكل حياتي وأعلم أنني مدللتك الصغيرة التي لن تكبر يوما وأعلم كم تحبني وتعشقني لكننا لن نجتمع بيوم تحت سقف واحد وستبقى أميري وسأبقى صغيرتك المدللة .

الأربعاء، 15 يناير 2014

عدالتنا الاجتماعية إلى أين ؟؟؟؟
أتى قبل أيام وطلب جائزته التي فاز بها من أحد برامج المسابقات لدينا فاعتذرت له لأنه جاء متأخرا عن موعد تسليم الجوائز لكني قمت بالتساهل معه وأخبرته بأن يأتي باليوم التالي ليستلم جائزته وعند قدومه باليوم التالي اعتذرت له مرة أخرى وذلك بسبب عدم وجود ختم الإذاعة على كوبون جائزته أعترف قمت بالتقصير ونسيت وضع الختم عليه وطلبت منه مرة أخرى  أن يأتي في اليوم التالي وفعلا أتى في اليوم التالي لكنه كان مضطرا للانتظار قليلا لأنني كنت مشغولة وانتظر ...... أثناء انتظاره بمكتبي بدأ بالحديث معي ورغم انشغالي الشديد إلا أنني استمعت له وكنت خير مستمع له أخبرني عن قصته بل دعونا نقول عن معاناته بهذه الحياة ............ هو فاقد لجزء كبير من بصره رغم أنه يرتدي نظارات طبية ويعاني من أمراض الضغط والسكري تزوج بفتاة تكبره بخمس سنوات ولديه منها طفلة تعاني من عيب خلقي بالقلب وأمراض أخرى وينتظر مولودا جديدا بعد عدة أشهر وقالوا له الأطباء أن هناك احتمال كبير بأن يكون المولود الجديد يعاني من أمراض تماما مثل أخته ..... زوجته تلك المرأة التي تفتقد للإنسانية  تستغل ضعف بصره ومرضه بالسكري والضغط وتقوم بضربه وليتها تكتفي بذلك فهي أحيانا تقوم باستدعاء أخوتها ليساعدوها بضرب هذا الإنسان الضعيف بل وتقوم أيضا بإهانته أمام الآخرين ولا يستطيع أن يقوم بإسكاتها أو حتى أن يقوم بمثل عملها المشين أمام الآخرين ويكتفي بالصمت وعندما قلت له أنت إنسان له كيان وله حقوق وواجبات قم بالشكوى عليها أو بعمل شيء يضع لها حد !! نظر إلي وعيناه كانت قد أغرقتا بالدموع وقال لي من سيدافع عني عند هجومها هي وأخوتها علي ؟؟؟؟ في هذه اللحظة تساءلت بيني وبين نفسي أين العدالة الاجتماعية ؟؟ أين الإنسانية ؟؟؟ أين وأين وأين ؟؟؟؟؟؟؟ كثير من الأسئلة التي دارت بذهني بذلك الوقت وتمنيت أن أكون من هؤلاء الأشخاص اللذين يتحكمون بتطبيق العدالة الاجتماعية بحياتنا ....... حديثنا لم يدم أكثر من عشر دقائق لكني شعرت بأنني تحدثت معه لعشر ساعات ... استلم جائزته ومضى بطريقه دون أن يعلم وقع كلامه على نفسي وكيف أنني تمنيت أن أصرخ وأقول لمجتمعي استيقظ من غيبوبتك الاجتماعية ........في النهاية هو استلم جائزته ومضى بطريقه وأنا مضيت بتفكيري بقصته علني أفهم هذا المجتمع وأفهم سبب عدم تطبيقنا للعدالة الاجتماعية  ........


رسالة إلى أحدهم

هذه هي المرة الأخيرة التي سأكتب فيها لك ........... أحببتك بكل حواسي لا بل عشقتك لا بل أدمنتك نعم أدمنتك حد الموت حتى أصبحت لا أستطيع التنفس دونك .......... كنت معي منذ ولدتني أمي رافقتني طيلة اثنتي وعشرون عاما كنت " أنا " ........... منذ جئت لهذه الدنيا قلت هذه الفتاة لي وكأنك بتلك الجملة تريد امتلاكي نعم لقد امتلكتني لاثنتي وعشرون عاما......... لنرجع قليلا أنا وأنت بذاكرتنا ولنبدأ بمرحلة الطفولة والمدرسة كنا بنفس المدرسة لكن لم نكن بنفس الصف فأنت تكبرني بحوالي ثماني سنوات ...... كنت دائما تطلب من أمك ساندويشا إضافيا ودائما كانت تسألك ولمن الساندويش الاضافي فتقول لها لحبيبتي  وبالرحل المدرسية كنت ترافقني كظلي ولم يكن أحد يمتلك الجرأة ليكلمني من أبناء صفي ...... كبرت وأصبح ذهابي للجامعة ضروريا فهناك في مجتمع الجامعة لن تكون موجودا كما كنت موجودا في مجتمع المدرسة اتصلت بي وقلت لي بالحرف الواحد " لا أريد أن تختلطي بأحد بالجامعة أريد أن تذهبي فقط لمحاضرتك وتعودي للبيت هل هذا مفهوم ؟؟ " أجبتك نعم مفهوم وفي يومي الأول في الجامعة اتصلت بي من الصباح الباكر وقلت لي " لديك محاضرة الساعة الثامنة وتنتهي الساعة التاسعة والنصف بعدها توجد لديك محاضرة الساعة العاشرة وتنتهي الساعة الثانية عشرة ظهرا بعدها للبيت لا تبقي لثانية واحدة بالجامعة " يا ألهي أنت حفرت بذاكرتك جدول محاضراتي وذلك ليس مؤشر جيد لي ........... بعد انتهاء المحاضرة الأولى اتصلت بي وقلت أين أنتِ؟؟ فقلت لك الآن انتهيت من محاضرتي الأولى وسأذهب للكافتيريا فقلت لي انزلي الآن إلى الساحة ففعلت ووجدتك بانتظاري وأول ما فعلته هو الركض إليك واحتضانك لم أفكر بشيء ولا بأحد إلا فيك ........ مجيئك كان أفضل مفاجأة لي بأول يوم جامعي قضيت يومي الجامعي الأول برفقتك وكان ذلك أجمل يوم ....... مشت السنين فينا وأصبحت الآن على أبواب التخرج وفي أحد الأيام كان لدي امتحان وكنت مرتبكة اتصلت بك ولم تجب وذلك زاد من توتري لكن بعد خمس دقائق عدت لي باتصال وقلت لي ما بكِ ؟ فقلت لدي امتحان وانا مرتبكة ماذا أفعل ؟؟ قلت لي " اقعدي وصفي مخك وتوكلي على الله بدي علامات رائعة مفهوم " فعلت ما طلبت وكان امتحان رائع وفي مشروع تخرجي كنت رفيقي على الدوام وجاء اليوم المنشود سأتخرج فهل ستكون موجودا !!!! لم تكن فبذلك اليوم كان لديك عمل وقتها لعنت حظي ألف مرة أيعقل أنك معي دوما وبهذه اللحظة لن تكون ماذا أفعل من دونك أنا ؟؟؟؟ لكنك لم تنساني وأهديتني بوكيه من الورود التي أعشقها واسوارة من الفضة التي أعشقها أيضا لكن عشقي لها لن يفوق عشقي لك ...... بدأت مسيرتنا بالبحث عن عمل لي ووجدت العمل لكن لم يكن بالعمل الجيد فقد كنت اتاخر لمنتصف الليل وكان الراتب زهيد وأنت لم يعجبك هذا الوضع فبدأت بالبحث لي عن عمل أفضل ووجدت ........... مكان عملي كان بجانب مكان عملك وكانت أوقات دوامنا متناسقة فكنت تأتي لصحبتي صباحا للعمل وتأتي مساء لتعيدني من العمل وكنت متابعا لبرامجي ولم تكن تفوت حلقة أو برنامج لي ..... بذلك أستطيع أن أقول بأنني إما بالعمل أو معك وفجأة ومن دون سابق إنذار لم تعذ تصحبني للعمل واكتفيت بالقول لي اذهبي لوحدك ولم تعذ تكترث لطريقة لبسي حتى وان كانت لا تناسبك وفجأة أيضا ودون سابق إنذار عدت كسابق عهدك بمجرد أن رأيتني مع زميل لي بالشارع عدت وقلت لي من هذا ؟؟ ولم أنتِ معه ؟؟ ووووو ....... أجبتك وقلت لك مجرد زميل غضبت قليلا ثم عدت وقلت لي أنا فقط أغار عليكِ ... تغار عليا إذا لم تركتني دون سابق إنذار ؟؟؟ لم يجبني وعدنا كسابق عهدنا وأيضا بعد مضي أسبوعين عاد وتركني دون سابق إنذار في هذه الفترة تعرضت أمي لحادث صغير وتم نقلها للمستشفى اتصلت بك وقلت لك وبغضون دقائق كنت بالمستشفى وأول ما رأيتني أتيت وحضنتني وقلت لي لا تقلقي ستكون على ما يرام ولا تبك اتفقنا .......... خرجت أمي بنفس اليوم من المستشفى وبقيت مرافقنا حتى البيت ثم عدت أدراجك لبيتك وبعثت لي رسالة محتواها " أحبك ولا أستطيع رؤيتكِ تبكين أنا لن أستطيع أن أكمل معك المشوار لكن اوعديني أن لا تبك " قرأت الرسالة وصمتت ولم استطع الكلام واكتفيت بذرف الدموع ......... لا تريد مني أن أبكي وأنت سبب بكائي فكيف ذلك ؟؟؟؟ ........ بعد مرور أيام التقينا صدفة وتعاملنا مع بعضنا كالأغراب وافترقنا ألهذه الدرجة وصلنا بعد أن كنا لا نفترق أصبحنا نلتقي صدفة وبعد أن كنا شخص واحد أصبحنا كالأغراب ........ عدت من جديد وقلت لي أنتِ كنتِ مجرد مرحلة بحياتي وأريد أن نبقى أصدقاء ..... ضحكت وقلت لك مرحلة لاثنتي وعشرون عاما ألم تكن كبيرة تلك المرحلة ومع ذلك سأوافق على كلامك لكن رجاء لتكن صداقتنا سطحية ........ وافقت على رجائي وبعد أسبوع ونصف تقريبا رن هاتفي وكنت أنت المتصل لم يكن غريبا اتصالك لكن الغريب كان اتصالك على هذا الرقم فالرقم الذي اتصلت عليه خاص جدا لا يعرفه إلا أبي وأمي فمن أين حصلت على الرقم ؟؟!!! في اتصالك أردت فقط الاطمئنان عليا والتأكد من أن أموري على ما يرام في اليوم التالي عندما ذهبت لعملي وجدت بوكيه ورد كان موقع بكلمات لا يعرفها سوى أنا وأنت استغربت الأمر وكنت أنوي التخلص من الورد لكن عشقي لها منعني من ذلك فقمت بوضعها بمكتب آخر ومرت الأيام وأصبحنا فعلا أصدقاء ............... هذه وكما أسلفت في بداية رسالتي آخر ما أكتبه لك فلن أكتب لك بعد اليوم ولن أكن لك إلا مشاعر الصداقة بعد اليوم ولن أفكر فيك بعد اليوم ولن أتلهف لرؤيتك بعد اليوم فكما عشت فيك استطعت العيش بدونك فكما كنت أنا مجرد مرحلة بحياتك أنت أيضا كنت مجرد شيء عابر بحياتي وانتهى ولا أريد عودته فلتذهب أنت وعواطفك ومشاعرك بعيدا عني ......... أنا ومن الآن إنسانة جديدة ولدت بعد اثنتي وعشرون عاما من الامتلاك